من المعروف طبياً أن حبة أسبرين في اليوم يمكن أن تحدّ من خطرالإصابة بسرطان القولون، إلا أن دراسة حديثة أثبت وجود استثناءات، إذ إن تأثير الأسبرين يفيد البعض ويضر آخرين. فما السبب؟
وتمثل هذه النتيجة، التي نشرت أمس الثلاثاء (17 مارس/ آذار 2015) خطوة جديدة على طريق توجه حديث يسعى إلى توافق العلاج مع التركيب الوراثي للمرضى. وفي مقال نشر إلى جانب البحث في دورية الجمعية الطبية الأمريكية، وصف ريتشارد وندر من الجمعية الأمريكية لعلاج الأورام وجامعة توماس جيفرسون هذه النتائج بأنها "عظيمة الأهمية من الناحية الطبية".
ويصف الأطباء الأسبرين وعقاقير أخرى مضادة للالتهابات للمرضى الذين يعانون تاريخاً من الزوائد اللحمية في القولون، إلا أنه بالنسبة إلى معظم الأشخاص، فإنهم لا يوصون بذلك، لأن استخدام مثل هذه العقاقير بصفة منتظمة قد يتسبب في نزيف في المعدة والأمعاء.
وتضمن البحث الجديد، الذي مولته المعاهد القومية الأمريكية للصحة بدرجة كبيرة، نتائج عشر دراسات شارك فيها أكثر من 17 ألف شخص في الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وألمانيا. واقترن الاستخدام المنتظم للأسبرين والعقاقير الشبيهة له، مثل الإيبوبروفين، بظهور 17 حالة سرطان في القولون والمستقيم بين كل 100 ألف شخص.
لكن النتائج كانت مختلفة تماماً بالنسبة لأشخاص لديهم تغيرات وراثية في الحمض النووي (دي إن إيه)، إذ ظهرت نحو 35 حالة إصابة بأورام القولون والمستقيم بين كل 100 ألف شخص لديهم متغير جيني. وتوجد مثل هذه المتغيرات بنسبة تتراوح بين أربعة إلى تسعة في المائة من الأشخاص الذين ينحدرون من أصول أوروبية.